يقول انشتاين: هناك طريقتان لتعيش بها حياتك, الأولى بايمانك ان لا شي في الحياة معجزه, والآخرى بأن تؤمن أن كل شي بالعالم معجزه
لكن كيف تكون انت معجزه؟ كيف تكون متميزا؟
في القادم من السطور ساحاول ان اجيب على هذا السؤال بطرح سلسلة خطوات يمكن اتباعها لنصل للتميز.
بسم الله نبدأ
لتكن متميزا:
عليك اولا أن تحدد قدراتك نقاط قوتك وضعفك ايضا
معرفة الانسان بقدرته ومايستطيع عمله بسهوله واتقان ومالا يستطيع اولى الخطوات نحو التميز. وقيل في الأثر "رحم الله امرءا عرف قدر نفسه". اي ان دراسة النفس وتكوين نظرة فاحصة لقدرات وميول المرء ومن ثم ممارسة مايناسب هذه القدرات والميول والبعد عن مالا يستطيع عمله هو العمود الفقري للنجاح. ومن يفعل هذا فان الله سبحانه وتعالى يمن عليه ببركته ويشمله بكريم وسعة رحمته.
ان عدم الألمام بقدرات الانسان يؤدي الى التخبط في الاختيار. كأختيار العمل والدراسه والتدريب. وهذا بدوره يؤدي الى اهدار للطاقه والموهبه من جهة وعدم الاستفاده من تراكم الخبره في مجال واحد من جهة اخرى. تلافي هذه المشكله والتي دائما تحد من الابداع والتميز للاشخاص يكون ممكن فقط لمن احسن الاختيار من البداية. للأسف هذه المشكله ليست خاصه بمنطقه او عنصر بشري وانما هي عامه وحدثت في الماضي بكثره وستحدث ايضا. ففي امريكا مثلا (The U.S. Department of Labor) -والتي تعادل وزارة العمل في المملكه العربية السعوديه- وضحت ان غالبية الامريكيين يغيرون مجال عملهم (careers) خمس مرات على الأقل طوال حياتهم. وهذا بالتأكيد هدر للموهبه والطاقه والخبره. لانه عند تغيير مجال العمل يجب البدء من جديد بالتدرب والتعلم.
هذا ماخلصت اليه وهذا ماقاله ايضا خبراء ساروا في نفس الطريق من تغيير مجال العمل نتيجة لعدم فهم قدراتهم. فمثلا مارشل (Marshall) وهو حاليا مدرب للمدراء التنفيذيين و كاتب مرموق مر خلال سنوات سابقه بعدة مجالات مختلفه , فمن استاذ جامعي ومن ثم عميد كليه وبعدها استشاري و من ثم خطيب متحدث حتى اصبح كاتب مميز وكتبه هي الافضل مبيعا.
باتريشا (Patricia) خلصت الى نفس النتيجة وكان طريقها مشابه لمارشل (Marshall) بل كانت اكثر تشويشا. باتريشا (Patricia) غيرت تخصصها عدة مرات ابان دراستها الجامعيه نتيجة لعدم فهم قدراتها ورغباتها ولتغليب اعتبارات اخرى منها ما اعتقدت انه أكثر طلبا في سوق العمل. استمرت وأكملت درجة الدكتوراه في علم النفس وحاولت تطبيقه في عدة مجالات. بعد عدة سنوات فتر حماسها ولم تعد مرتاحه او حتى مهتمه في هذا المجال. بعدها قررت ان تعرف ماذا تحب هيا وماذا تستطيع عمله بعيدا عن اي اعتبارات اخرى فقررت ان تحصل على دورات لتصبح مدربه للمدراء التنفيذيين. وهي الآن من أشهر المدربين في هذا المجال.
لذا مارشل (Marshall) و باتريشا (Patricia) يؤكدان أن أفضل استراتيجية في تطوير الذات والعمل ايضا للوصول الى التميز هي البداية بفهم النفس الرغبات والقدرات. عملية تقييم الذات هذه لايجب ان تحدث مره واحده في العمر فقط بل يجب ان تكون مستمره على مدى الحياة لآن مدارك الانسان تتغير والعالم ايضا.
لكن كيف استطيع ان اعرف قدراتي واعرف نفسي بشكل دقيق؟ الجواب هناك عدة طرق ولكن هنا سنتطرق لبعضها. اولا اسأل الاخرين ليساعدوك في وصف شخصيتك اسلوبك في الحياة من وجهة نظرهم. مايعتقدون انك قادر على تحقيقه ومايعتقدون انك غير قادر. غالبا وصف الاخرين لك فيه نسبه من الدقه يمكنك الاعتماد عليه خصوصا اذا كانوا قريبين منك وعاشوا معك فتره كافيه. ثانيا اسأل نفسك هل انت من يفضلون ان يقضوا جل وقتهم لوحدهم ام مع الناس. وماهو الممتع اكثر بالنسبة لك التأمل والتفكر ام القيام بالنشاطات كالرياضه مثلا. وهل انت انسان منظم وقادر على التركيز دائما ام لا. كيف يصفك اقرانك, مدرسيك, مدرائك في العمل. اكتب كل هذا بالاضافة لما تعتقده من نقاط قوه ونقاط ضعف لديك. ستجد ان ماكتبته فيه نسبه كبيره من حقيقتك. الان يمكن ان تختر المجال الذي تحبه وتعتقد انك قادر على الابداع فيه بناء على مادونته عن نفسك. ويمكنك ايضا تخصيص وقت لزيادة قدرتك وتلافي نقاط الضعف بالتدريب والتعلم. واذا كنت طموحا فاعد تقييمك لذاتك مرتين بالسنه لتقيس رغباتك واهدافك ومدى تطورك. ودون ماتعلمته عن نفسك وعن العمل الذي تعتقد انك اصبحت قادر على التميز فيه.
اخيرا
"إذا كنت ترغب في تحقيق أمور جديرة بالاهتمام ومميزه في حياتك الشخصية والمهنية، يجب أن تصبح شخص متميز في معرفة وتطوير ذاتك "- براين تريسي، في كتابه علم الثقة بالنفس.
ثانيا: دائما أعط الاخرين أكثر من ما يتوقعونه.
فكر لماذا مثلا تذهب الى مطعم او محل ما دون غيره. مالذي يجعلها مميزه او مفضله لديك؟ ليس بالضروره فقط جودة مايقدمونه من بضائع أو أكل لانك ستجد نفس الجوده في أماكن أخرى. نحن غالبا نفضل محل أو مطعم ما بسبب المعامله. ستجد انك ترتاح وتفضل المحل أو المطعم الذي يوجد فيه اناس يبتسمون في وجهك, يتعاملون معك بلطف وأحترام حتى انهم ربما يصحبونك الى سيارتك عند مغادرتك لهم.
على الجهة المقابله فكر بالمحل أو المطعم الذي قررت أن لاتزوره مره أخرى. هل هو بسبب رداءة مايقدمونه من بضائع او خدمات أو بسبب قلة الأهتمام المعطى لك, كزبون, لااحد يرحب بك أو يوضح لك أو يرشدك أو يسأل ماهو رأيك او حتى ماذا تريد أو تحتاج. نحن غالبا نقرر عدم زيارة محل ما بسبب " self-centered atmosphere " الجو الآناني الذي تحس به من موظفي المحل. بكلمات اخرى عدم الآهتمام بك انهم مهتمين فقط بأخذ المال منك بأقل جهد وتوفير وقتهم وربما تجاهلك والتحدث بالهاتف.
مثال آخر, فكر في مدرس في مدرسة أو أستاذ جامعي كان يعجبك أو كان المفضل لديك. مره أخرى أسأل نفسك لماذا كنت تفضله عن الآخرين؟ هل كنت تفضله بسبب علمه, حكمته, ذكائه؟ أم بسبب مساعدته لك وترحابه بك وسعادته عندما يراك تتعلم وتتطور. أذا لم تستطع ان تجيب فتلك هي الاجابه: بالتأكيد كنت تفضله بسبب علمه وحكمته وذكائه والأهم بسبب مساعدته لك وترحابه بك واهتمامه وفرحه عندما يراك تتعلم وتتطور. ستجد أنه كان مميزا بسبب أنه يعطيك أكثر من ماتتوقع.
هذه الصفه أو السلوك يمكن التحلي بها وليست مستحيله. يمكنك أن تعطي الأخرين أكثر من مايتوقعونه منك بأتباعك خطوات بسيطه مثل: اسأل الاخرين عن حالهم واستمع جيدا لمشاكلهم وأبدي اهتمامك. أذا كنت صاحب محل أسأل زبائنك عن رأيهم في مستوى الخدمه مثلا أو مايحتاجونه وحاول توفيره لهم. دائما تأكد أن يكون ماتقدمه أكبر بكثير من ماتعد به.
ساعطيك هذا المثال وهو من تجربتي الشخصيه كطالب لمرحلة الدكتوراه . كان على ان التقي بالمشرف على رسالتي كل فتره معينه لنناقش مواضيع تخص البحث الذي اجريه. كنت قبل ان اذهب الى الموعد ابحث بشكل مكثف وادون كل مايمكنني عن الموضوع الذي سنناقشه. فأذا كان من المفترض وحسب الآتفاق ان اجري بحثا اوليا مثلا في جزئية واحده من موضوع ما, كنت احرص ان اجري بحث مكثف في اكثر من جزئية لنقل اربع جزئيات على الاقل وكنت ادون وارتب مادونته عن كل جزئية واربطها ببعض لتبدوا مفهومه وكأنك تقرا من كتاب. ثم اقوم باعطائه ماكتبت وابداء بالنقاش. كان كل مره يحصل على اكثر من ما كنا نتفق عليه. بل انه في احدى المرات اسر الي بانه استفاد من بعض ملاحظاتي عن احدى النظريات. وعند القائي لمحاظرة او لندوه عن مجريات البحث الذي اقوم به , و بعد انتهائي من الندوه قال لكل من حظر أن وليد هو افضل طالب مر علي خلال تدريسي الجامعي. كان يراني مميزا ربما لآني أعد بالقليل (under-promise) وأقدم أكثر من مأعد بتقديمه (over-deliver) ببساطه.